عندما كنت صغيرا رافقت والدي إلى المستشفى الذي يعمل به وهناك أعجبت بعدد من اللوحات زينت جدران غرفة الطبيب الذي قمنا بزيارته، لوحات وضعت في إطار أبيض جميل وتحتها تعليق لا يتجاوز الثلاثة أسطر باللغة الانجليزية. في مكاتب أخرى وجدت صورا تشبه هذه الصورة ولكن بمواضيع مختلفة ... ومر الزمان
ابن سينا في إحدى لوحات تاريخ الصيدلة
منذ عدة سنوات وعند بدء دراستي للماجستير وجدت هذه اللوحة في ممر لكلية الصيدلة التي أدرس بها ... وهنا وقفت مطولا أمامها وقرأت السطور القليلة التي كنت اعجز عن معرفتها وأنا صغير .... في أسفل اللوحة اكتشفت أنها جزء من سلسلة لوحات عن تاريخ الصيدلة (وجدت اسم الشركة التي قامت بالطباعة وتاريخ الطباعة يعود للستينات).
أبو الصيدلة الأمريكية.. لوحة من نفس السلسلة، لاحظ الكتب وأدوات المختبر
وتصميم المكتب التي رسمت من نماذج حقيقة في المتحف
اليوم أضع بين أيديكم ما وجدته عن هذه اللوحات الجميلة التي زينت مكاتب العديد من الأطباء خلال الستينات وحتى منتصف الثمانينات. أصل الفكرة هو عمل لوحات تشرح اللحظات التاريخية الفارقة في تاريخ الصيدلة ... خطرت الفكرة ببال الصيدلي جورج بيندر(George A. Bender) الذي كان يعمل في تحرير مجلة (North Western Druggist) الصيدلانية في الفترة ما بين 1929 - 1932.
قامت شركة (Parke-Davis) الأمريكية بتمويل العملية لتستغل هذه الصور لصالحها في عملياتها الدعائية للأطباء (كهدايا مع المجلة التي توزعها شهريا على الأطباء وكلوحات لتزيين الممرات ولتطبع على التقويم السنوي والمكتبي). وكانت الشركة في حينها أكبر الشركات الأمريكية بل وأقدمها ( ابتلعتها شركة فايزر لاحقا واصبحت جزءا منها الآن).
مقر شركة بارك دافيس وشعارها قبل ان تبتلعها شركة فايزر
قام الرسام الشهير روبرت ثوم (Robert A. Thom) وبالتعاون مع جورج وفريق من المتخصصين بالتاريخ برسم سلسلتين من اللوحات الزيتية بمقاسات تتراوح بين 33 - 50 انش لطول وعرض اللوحات. السلسلة الأولى كانت بعنوان لحظات عظيمة في تاريخ الصيدلة وتحوي أربعين لوحة (40) اللوحات الأولى (15 لوحة) تتكلم عن التاريخ القديم وحتى العصور الوسطى. اللوحات ال 25 المتبقية تركز على الصيدلة في أمريكا خلال فترة المستعمرات والعصر الحديث.
السلسلة الثانية كانت عن اللحظات العظيمة في تاريخ الطب وتضم 45 لوحة ورسمت بعد السلسة الاولي بخمس سنوات. اللوحات تعد تحقة فنية وعلمية ... رسمت بأسلوب المدرسة الواقعية حيث لا يترك شيئ للصدفة ... يقوم الرسام عادة بعمل عدة اسكتشات او رسوم أولية للوحة .. يحضر أشخاص يعملون كموديل أمامه ويتجمدون لساعات في وضع معين يختاره .. يدرس الأزياء وحتى نوعية القماش أحيانا لتكون اللوحة في النهاية صورة عن ألف كلمة.
بقيت اللوحات ضمن ملكية شركة بارك دافيس ثم انتقلت لملكية فايزر. تبرعت شركة فايزر باللوحات لتوضع في قاعة اللوحات التابعة للجمعية الصيدلانية الأمريكية ويمكن طلب الاذن لنشر الصور بالتواصل مع قسم حقوق النشر في الجمعية
قامت الجمعية بوضع الصور مع شرح بسيط عنها في كتيب للتحميل المجاني يمكن تحميله من هنا
لمن يحب الاستزادة يمكنه قراءة المقالين التاليين والتي تتكلم أكثر عن تاريخ هذه اللوحات والجهد المبذول في رسمها
المقال الأول
المقال الثاني
لمن يحب اقتناء هذه اللوحات فهي متوافرة بالمواقع الأجنبية لبيع التحف وبأسعار رخيصة .. أو يمكنك طباعتها مباشرة ووضعها في إطار مناسب ... في الصور المرفقة أدناه ترى ملفا يحوي 12 لوحة كانت تباع في الصيدليات للعامة او توزع كهدايا للأطباء والصيادلة .. كذلك رابط الموقع الذي يعرضها للبيع الآن
بقيت اللوحات ضمن ملكية شركة بارك دافيس ثم انتقلت لملكية فايزر. تبرعت شركة فايزر باللوحات لتوضع في قاعة اللوحات التابعة للجمعية الصيدلانية الأمريكية ويمكن طلب الاذن لنشر الصور بالتواصل مع قسم حقوق النشر في الجمعية
قامت الجمعية بوضع الصور مع شرح بسيط عنها في كتيب للتحميل المجاني يمكن تحميله من هنا
لمن يحب الاستزادة يمكنه قراءة المقالين التاليين والتي تتكلم أكثر عن تاريخ هذه اللوحات والجهد المبذول في رسمها
المقال الأول
المقال الثاني
لمن يحب اقتناء هذه اللوحات فهي متوافرة بالمواقع الأجنبية لبيع التحف وبأسعار رخيصة .. أو يمكنك طباعتها مباشرة ووضعها في إطار مناسب ... في الصور المرفقة أدناه ترى ملفا يحوي 12 لوحة كانت تباع في الصيدليات للعامة او توزع كهدايا للأطباء والصيادلة .. كذلك رابط الموقع الذي يعرضها للبيع الآن
إهداء الشركة ...لاحظ أن الشركة تقدم في الملف أفكارا لطريقة وضع اللوحات
في الصيدلية وأنها طريقة مميزة لتزيين الصيدلية أو المكتب..
أخيرا ... في نفس المستشفى كانت هناك لوحات جميلة تحمل صورا من مخطوطات طبية إسلامية وبرسوم منمنة جميلة ... لازال البحث عنها جاريا
سأقوم ان شاء الله بعرض بعض هذه اللوحات هنا بالتدريج ففيها معلومات خفيفة ومفيدة بنفس الوقت.
وان شاء الله تكون هذه المقالة ملهمة للصيادلة العاملين في حقل الدعاية الطبية لانتاج مادة دعائية جميلة ومفيدة لا كالتي نراها هذه الأيام
الموضوع مشارك في مسابقة التدوين الثانية برعاية مدونة عبدالله المهيري (سردال)